غزة/كتب حسام الغرباوي:
التقطت بالأمس دعوة حكيم الرياضة الفلسطينية السيد إبراهيم أبو سليم نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم للتطرق والحديث عن ظاهرة الألعاب النارية “الشماريخ” والمفرقعات التي تغزو الملاعب بصورة مزعجة وسيئة، فهي ظاهرة غير صحية في الملاعب الرياضية ولا تمت للرياضة والتشجيع بأي صلة، لا سيما خطورتها الشديدة على كل من يتواجد في الملاعب، إلى جانب تأثيراتها السلبية على أرضية الملاعب المعشبة بالعشب الصناعي.
فظاهرة المفرقعات والألعاب النارية تصنف من ملامح الشغب في الملاعب، ويجرمها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لخطورتها على المتواجدين في الملاعب، ويعمل مع كافة الاتحادات القارية على منعها حفاظاً على سلامة الأفراد.
جميعنا شاهد ويشاهد الحالات الكثيرة التي تعرضت للأذى من هذه الظاهرة الخارجة عن كل النصوص والقوانين والأعراف الرياضية والاجتماعية، حيث تعرضت حالات كثيرة لاحتراق بالوجه واليدين وفي بعض الحالات كان هناك البتر والإصابات الخطيرة، إلى جانب كونها مصدر ازعاج وتشتيت ذهني للاعبين داخل المستطيل، وتعرض الجماهير لخطورة كبيرة بعيداً عن عوامل الأمن والسلامة للجماهير التي تعتبر أهم عوامل نجاح النشاط الرياضي.
إن الجماهير مطالبة بوقف استخدام الألعاب النارية “الشماريخ” والمفرقعات بشكل كامل ومطالبة أيضاً بابتكار أساليب وتقليعات جديدة من التشجيع المثالي والخلاق على المدرجات بعيداً عن الأساليب المجرمة دولياً، والجميع هنا بالمنظومة الرياضية مطالب بأخذ التدابير الاحترازية لمكافحة ظاهرة شغب، وتحويلها إلى أساليب وأفكار صحية تعود بالفائدة على الفرق وتظهر الوجه الحسن للرياضة بشكل عام.
ولعل التاريخ سيء السيط لهذه الظاهرة من استخدام “الشماريخ” في ملاعب كرة القدم قد عرض العديد من اللاعبين والحكام والجماهير الأمنة للكثير من الحوادث بسبب استخدامها، ففي إياب دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أوروبا عام 2005 ، بين ميلان والإنتر، وتعرض حارس مرمى البرازيلي لفريق ميلان ديدا ، للإصابة، وهي الحادثة التي دفعت حكم المباراة الألماني كارلوس ميريك لإلغاء المباراة بعد إيقافها ربع ساعة لعلاج الحارس البرازيلي، وفي لقاء روما الإيطالي ودينامو كييف الأوكراني في نفس العام، ألغى الحكم اللقاء بعد قيام جماهير روما إطلاق “الشماريخ” على لاعبي دينامو كييف، وكانت النتيجة تقدم بطل أوكرانيا بهدف، واحتسبت النتيجة فوز دينامو كييف، وفي لقاء إيك أثينا وباوك سالونيك، في إياب دور الثمانية لكأس اليونان، حدثت واقعة غريبة، عندما أطلقت جماهير فريق باوك “الشماريخ” على حارس مرماهم بشكل مبالغ فيه، لتسببه في هزيمة فريقه وخروجه من البطولة، هذه الحوادث عالمياً التي سردناها هي جزء بسيط مما تسببه هذه الظاهرة المزعجة من آذى على الرياضة بكل مكوناتها.
فهذه الظاهرة التي تعتبرها القلة من الجماهير نوع من التحفيز للاعبين هو أمر خاطئ وآن الأوان للوقوف عليها والعمل على انهاؤها، واستخدام أساليب تحفظ حقوق كل من يتواجد بالملاعب، فهنالك التشجيع بقرع الطبول والهتافوهو أفضل بكثير من اطلاق المفرقعات والألعاب النارية الخطرة على أرضية الملعب، لذلك الجميع مطالب مرة اخرى للعمل على تحويل هذه الظاهرة السلبية من الشغب إلى ظاهرة إيجابية عبر التشجيع المثالي والنظيف بما يعكس الصورة الجميلة للرياضة، ومدى التطور والنهضة للمنظومة الرياضية.
التعليقات