أحرز سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرشتابن فوزه الأول هذا الموسم في بطولة العالم لسباقات الفورمولا 1، بعدما أنهى جائزة الذكرى الـ70 الكبرى التي أقيمت اليوم الأحد على حلبة سيلفرستون البريطانية، في المركز الأول بفضل الاستراتيجية التي خولته أن يضع حداً لاحتكار مرسيدس، ويعيد الإثارة للبطولة.
وأنهى فيرشتابن الجولة الخامسة من هذا الموسم الذي تأخر انطلاقه لأشهر بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، في الصدارة أمام ثنائي مرسيدس بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون والفنلندي فالتيري بوتاس الذي كان صاحب المركز الأول عند الانطلاق.
وأنهى فيرشتابن بذلك هيمنة مرسيدس، وبالتحديد هاميلتون الذي فاز بالسباقات الثلاثة الماضية، فيما فاز زميله بوتاس بالسباق الافتتاحي الذي أقيم في النمسا.
وعاد السائقون والفرق مجدداً إلى حلبة سيلفرستون العريقة بعد أن خاضوا عليها الأحد الماضي سباق جائزة بريطانيا الكبرى، وذلك نتيجة الروزنامة المعدلة التي فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد وأجبر القيمين على البطولة على إقامة سباقين على التوالي في كل من النمسا (الجولتان الأولى والثانية) وبريطانيا (الرابعة والخامسة).
هاميلتون الوصيف
وبعد أن فرض هيمنته تماما على سباق الأحد الماضي وفوزه بالسباق البريطاني للمرة السابعة في مسيرته (أصبح السائق الوحيد الذي يفوز بسباق بلاده سبع مرات)،اكتفى هاميلتون في سباق الذكرى السبعين لانطلاق بطولة العالم عام 1950 من حلبة سيلفرستون بالذات،بالوصافة أمام بوتاس بعدما خسرا معركتهما الاستراتيجية مع فيرشتابن الذي حقق الفارق باستخدامه الاطارات القاسية عند الانطلاق، مقابل إطارات متوسطة القساوة لثنائي مرسيدس، ما أبقاه على الحلبة لفترة أطول منهما قبل إجراء التوقف الأول.
وبقي فيرشتابن حتى اللفة 27 من أصل 52 لإجراء توقفه الأول، فيما اضطر بوتاس الذي حافظ على الصدارة عند الانطلاق،إلى التوقف في اللفة 13 وهاميلتون في اللفة التالية،وهذا الأمر مهد الطريق أمام سائق ريد بول لكي يحقق الفوز التاسع في مسيرته.
ولم يفز الهولندي البالغ من العمر 22 عاماً بفضل الاستراتيجية وحسب،بل بعد خروجه من توقفه الأول الذي استخدم فيها الإطارات اللينة،وجد نفسه خلف بوتاس وأمام هاميلتون إلا أن لم يكن بحاجة سوى لبضعة منعطفات لكي يتمكن من وضع سيارته أمام سيارة الفنلندي الذي كان أنهى سباق الأحد الماضي في المركز الحادي عشر بعد أن كان ثانياً خلف زميله حامل اللقب حتى اللفتين الأخيرتين قبل أن يتعرض لانفجار في إطار سيارته،وهو الأمر الذي اختبره أيضاً هاميلتون دون أن يمنعه ذلك من تجاوز خط النهاية في المركز الأول على ثلاث إطارات.
وقال فيرشتابن الذي يعود فوزه الأخير إلى السباق قبل الأخير من الموسم الماضي في جائزة البرازيل، إنه "بصراحة، لم أتوقع تحقيق هذه النتيجة، لكن بعد المرحلة الأولى من السباق، شعرت بأننا نتعامل مع الإطارات بشكل جيد جداً".
وتمكن فيرشتابن بهذا الانتصار،من إزاحة بوتاس عن المركز الثاني في ترتيب بطولة العالم للسائقين بعد أن تقدم عليه بفارق أربع نقاط (77 مقابل 73)، فيما بقي هاميلتون متصدراً بفارق مريح (107 نقاط).
وبعد مشكلة الإطارات في سباق الأحد الماضي وقرار بيريلي المجيء بنوعية أكثر ليونة لسباق الذكرى السبعين،أقر فيرشتابن "بالتأكيد أنه كانت هناك عدة علامات استفهام حول استجابة الإطارات وكيفية تعامل فريق مرسيدس مع الإطارات القاسية. كانت سرعة السيارة جيدة جداً. لم نواجه العديد من المشاكل. كان بإمكاننا مواصلة الضغط لفة بعد لفة".
ورأى أنه "من الرائع الفوز بهذا السباق في هذه الحلبة. كان هذا اليوم رائعاً بالفعل.كل الأمور سارت على ما يرام بالنسبة لنا واتبعنا الاستراتيجية الصحيحة.أنا سعيد جدا بالفوز.في السباقات الماضية،لم تكن لدينا فرصة الضغط على مرسيدس باستمرار.لكن في هذا السباق،كان بإمكاني الضغط عليهما.بعد توقفات الصيانة كان بإمكاني المحافظة على إطاراتي،التحكم بمجريات السباق، والمحافظة على أفضليتي حتى اجتياز خط النهاية".
وفي ظل استمرار تقهقر بطل العالم السابق الألماني سيباستيان فيتل الذي أنهى السباق في المركز الثاني عشر، حقق زميله الشاب في فيراري شارل لوكلير من موناكو نتيجة جيدة باحتلاله المركز الرابع.
وتقدم لوكليز على التايلاندي ألكسندر ألبون (ريد بول) والكندي لانس سترول (رايسينغ بوينت) والألماني نيكو هولكنبرغ (رايسينغ بوينت) الذي كان يخوض سباقه الثاني كبديل للمكسيكي سيرخيو بيريز المصاب بفيروس "كوفيد-19"، وقد حقق نتيجة رائعة في التجارب التأهيلية أمس السبت باحتلاله المركز الثالث لكنه سرعان ما تنازل عنه لفيرشتابن عند الانطلاق.
وينتقل السائقون والفرق الآن إلى كاتالونيا لخوض جائزة إسبانيا الكبرى المقررة الأحد المقبل.
التعليقات