أكدت نورة البريكي بطلة العرب والخليج في لعبة المبارزة، أن دعم الحكومة واستراتيجية الاتحاد والمنافسة القوية مع أقرانها في المنتخب، وراء تفوقها وتحقيقها للإنجازات المتوالية في المرحلة الأخيرة.
وأعربت عن فخرها بما حققته على المستويين الخليجي والعربي؛ لكنها قالت إنها ما زالت في بداية المشوار؛ لأن طموحاتها تتجاوز هذه الحدود، وتستهدف تحقيق إنجازات قارية وعالمية وأولمبية، في ظل الدعم الكبير الذي تتلقاه من برنامج النخبة بأكاديمية فاطمة بنت مبارك، واتحاد المبارزة برئاسة المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي، ونادي بني ياس الحاضنة الأساسية والدائمة لها في كل المراحل.
وروت نورة البريكي «18 عاماً» أصغر بطلة عربية وخليجية في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات بداية قصتها مع المبارزة قبل 8 سنوات، فقالت: «كان عمري 10 سنوات وقتها عندما تعرفت إلى اللعبة في صالة نادي بني ياس، وجلست في المدرجات؛ لأتابع ماذا يحدث لعدة أشهر، ثم بدأت أجمع معلومات عن التحكيم بمصطلحاته الفرنسية، وأساليب اللعب المختلفة، وبدأت أتدرب وانضم لفريق بني ياس تحت إشراف الكابتن فتحي أبو الفتوح الذي علمني الأساسيات، ثم شاركت في أول بطولة محلية بمدينة العين بعد عامين تقريباً من التدريبات، وحصلت فيها على المركز الثاني وكانت تلك هي نقطة التحول في مسيرتي».
وأضافت: «المركز الثاني في بطولة العين لفت انتباه مدرب المنتخب لي، فقرر ضمي فوراً، ومن هنا بدأت أفكر في تحقيق إنجازات للدولة، ورفع علم الإمارات في كل المحافل، ثم شاركت في البطولة العربية بالأردن عام 2016 وعلى الرغم من أنني لم أحقق مركزاً متقدماً؛ نظراً لحاجتي إلى الخبرة الدولية، فإن تلك البطولة كانت حافزاً كبيراً لي؛ حيث اكتسبت منها الخبرة، وقررت أن أكون على منصات التتويج في البطولات المقبلة، وهو ما تحقق بالفعل، فحصدت الكثير من الألقاب العربية والخليجية، واستفدت كثيراً من الانضمام لبرنامج النخبة في أكاديمية فاطمة بنت مبارك الذي وفر لي المعسكرات الخارجية والمشاركات في البطولات العالمية بأوروبا، مما كان له الأثر البالغ في تطور مستواي بشكل لافت، وتحقيق نقلة نوعية في أسلوب تفكيري بإدارة النزالات، بما انعكس على حصد المزيد من البطولات والألقاب محلياً وخليجياً وعربياً».
وعن أبرز الإنجازات في مسيرتها الرياضية بشكل عام، أوضحت نورة: «بالنسبة لي حققت أكثر من 40 ميدالية بين المحلي والخليجي والعربي، ولكن أكثر إنجاز أفتخر به حتى الآن هو حصولي على 3 ميداليات ذهبية في البطولة العربية بالكويت خلال شهر فبراير/شباط من عام 2019، خاصة أنني حصدت الميداليات في 3 فئات هي تحت 18 سنة، وتحت الـ20 سنة، والعمومي للفرق، وحينها حصلت على تصنيف عربي يضعني في الصدارة بلعبة سلاح الشيش (الفلوريه)، والكل أكد حينها أنني كنت مفاجأة البطولة، والسر في ذلك الإنجاز بالتأكيد هو استفادتي من المعسكرات والبطولات العالمية التي شاركت فيها بإيطاليا بدعم من برنامج النخبة لأكاديمية فاطمة بنت مبارك؛ حيث إنني اكتسبت خبرات دولية كبيرة؛ انعكست على أسلوب لعبي».
وتواصل نورة: «بعد الميداليات الثلاث في الكويت كانت لي مشاركات وإنجازات أخرى خليجية وعربية أعتز بها، ففي شهر أكتوبر/تشرين الأول 2019 حصدت الذهب في بطولة خليجي المرأة بالكويت، وكانت لعبة المبارزة صاحبة أعلى إنجازات للمرأة الإماراتية في تلك البطولة، وفي شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2019 كانت هناك بطولة عربية للفردي والفرق للشباب والناشئين في الكويت أيضاً، وحققت فيها ميداليتين ذهبيتين إحداهما للفردي، وأخرى للفرق، وبالتالي فإن الكويت فأل حسن بالنسبة لي، وأنا أقول إنه من حسن حظي أن المنافسة قوية بيني وبين زميلتين لي في المنتخب هما لطيفة الحوسني وشهد خرام، وأن تلك المنافسة تعد حافزاً كبيراً لنا جميعاً، وتدفعنا؛ لتطوير مستوانا بشكل مستمر».
وعن مكانة المبارزة الإماراتية بشكل عام على المستوى العربي، تقول نورة: «على الرغم من أن الإمارات حديثة العهد في المبارزة قياساً بدول سبقتنا بعشرات السنين مثل مصر والجزائر وتونس والكويت، فإن الجميع على ثقة بأن الإمارات تمضي بخطى ثابتة نحو المقدمة، وتطور الأداء بشكل مستمر، وهو ما جعلها تنافس بقوة على الصدارة حالياً، سواء على مستوى البنات أو البنين، وبالنسبة لي هدفي الأكبر هو أولمبياد باريس 2024، أن أتأهل لها، وأحقق فيها إنجازاً؛ لأن الأولمبياد أهم حدث رياضي في العالم، وهذا يحتاج إلى مزيد من الدعم في البرامج والتدريب والمعسكرات والمشاركات الدولية والتركيز الإعلامي».
وعن دراستها وكيف توائم بين الدراسة والتدريبات والمشاركة في البطولات تقول نورة: أدرس تكنولوجيا المعلومات في كلية التقنية بأبوظبي، وأتمنى أن أتخصص في هندسة البرمجة.
وترى أن تحقيق التوازن بين الدراسة والتدريبات والمشاركات يعد أمراً صعباً؛ لكنه ليس مستحيلاً، خصوصاً في مرحلة الجامعة التي تحتاج إلى تركيز.
وقالت: بالنسبة لي وفي ظل مساعدة الأسرة وحرصي على النجاح في المجالين لا أجد صعوبة، وأحاول استغلال كل دقيقة حتى لو كانت أثناء السفر للمشاركة في البطولات، أو بعد التدريبات، أو بين النزالات، وحتى الآن أسير بشكل جيد.
ووجهت الشكر لأساتذتها في الجامعة الذين يقدرون موقفها في بعض المواقف، ويقدمون الدعم والمساندة، ولكن بشرط تأكدهم من حرصها على الدراسة والنجاح، وتقول نورة: لهذا فإنني أحمل كتبي معي دائماً في السفر الخارجي، وخلال المعسكرات والبطولات.
التعليقات