سيكون النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أمام الامتحان الأصعب هذا الموسم عندما يلتقي فريقه برشلونة الإسباني مع بايرن ميونيخ المتألق بطل ألمانيا، في الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم غداً الجمعة في العاصمة البرتغالية لشبونة.
ومن بين الفرق الثمانية التي بلغت هذا الدور ، فان برشلونة وبايرن هما الوحيدان من الأبطال السابقين، إذ حقق كل منهما اللقب في خمس مناسبات.
ونادراً ما يدخل برشلونة ميسي غير مرشح للفوز في مباراة أوروبية، ولكن بعد أن تنازل عن لقب الليجا للغريم الأزلي ريال مدريد هذا الموسم، ونظراً للمستويات والنتائج الهائلة التي يقدمها بايرن الذي حسم لقب البوندسليجا للعام الثامن توالياً إضافة إلى الكأس المحلية، لا يبدو النادي الكاتالوني في موقع يحسد عليه.
ورغم أن الأرجنتيني بات في عمر الـ33، إلا أن برشلونة لا زال يعوّل عليه بالدرجة الأولى، وسجّل ميسي هدفين أمام العملاق البافاري حين التقى الفريقان في ربع نهائي المسابقة عام 2009 عندما مضى برشلونة وأحرز اللقب بقيادة بيب جوارديولا المدرب الحالي لمانشستر سيتي الإنجليزي الذي يلتقي ليون الفرنسي بعد غد السبت.
وسجّل ميسي 4 أهداف ضد أرسنال في العام التالي وخمسة ضد باير ليفركوزن الالماني عام 2012 ولكن في العامين كان برشلونة المرشح الأبرز للفوز.
اللاعب الذي له صولات وجولات في دوري الأبطال وثاني أفضل هداف في تاريخ المسابقة (115 هدفاً خلف البرتغالي كريستيانو رونالدو مع 131 هدفاً)، أسقط أيضاً ريال مدريد في عقر داره في "سانتياجو برنابيو" عام 2011 عندما سجل ثنائية في ذهاب نصف النهائي، بينها أحد أجمل البطولة على الإطلاق مضيفاً شرارة الى عداوة الفريقين.
وكان ميسي أيضاً جزءاً من الفريق الذي حقق "ريمونتادا" تاريخية بعد أن فاز برشلونة بنتيجة 6-1 على باريس سان جيرمان الفرنسي في إياب الدور ثمن النهائي عام 2017 بعد أن سقط برباعية نظيفة ذهاباً، إلا أن هذه المرة، الخطر يبدو مختلفاً.
ومع تواجد الهداف الأوروجوياني لويس سواريز والمهاجم الفرنسي أنطوان جريزمان إلى جانبه، الهولندي فرنكي دي يونج والمخضرم سيرجيو بوسكيتس خلفه، وجوردي البا على الرواق الايسر، لن يكون ميسي وحيداً ربما.
حتى في الخط الخلفي، لا زال جيرارد بيكيه أحد أفضل المدافعين في إسبانيا فيما ثبت الألماني مارك اندريه تير شتيجن مكانه كأحد أفضل الحراس في العالم في الوقت الراهن.
بايرن الرائع
وقال جريزمان في حديث مع القناة الرسمية للنادي: "بايرن يلعب بطريقة رائعة وبثقة عالية ولكن لدينا الأسلحة للتغلب عليهم".
ولكن بغض النظر عن الإسماء المحيطة به، فإن الشعور يميل دائماً إلى حتمية ارتقاء ميسي إلى مستواه المعهود كي يتمكن برشلونة من تخطي عقبة بايرن، المرشح الأبرز لرفع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين في نهائي 23 أغسطس للمرة الأولى منذ عام 2013.
وبلغ برشلونة ربع النهائي على حساب نابولي الإيطالي بتفوقه عليه 3-1 إياباً في "كامب نو" بعد تعادلهما 1-1 ذهاباً، فيما اكتسح بايرن فريق تشيلسي الإنجليزي بنتيجة 7-1 في مجموع المبارتين.
لذا سيكون ميسي بحاجة ليكون في أفضل أيامه لخرق ربما الفريق الأكثر كمالية في أوروبا، وسيأمل برشلونة بقيادة المدرب كيكي سيتيين ألا يتأثر ميسي بالإصابة الطفيفة التي تعرض لها في كاحله أمام نابولي السبت بعد أن عاد إلى التمرين بصورة طبيعية.
وعلى النادي الكاتالوني الذي عانى من تخبط إداري في الفترة الأخيرة أدت الى شكوك بشأن مستقبل ميسي مع النادي، إعادة النظر في كيفية وصول الأمور إلى هنا بعد أن صرف أكثر من 500 مليون يورو (590 مليون دولار) في المواسم الثلاثة الأخيرة وضم لاعبين كان عليهم أن يساعدوا ميسي لا أن يعزلوه.
وفي حال خسارة برشلونة أمام بايرن، لاسيما إذا ما كانت النتيجة قاسية، فمن المرجح أن تؤدي إلى رحيل سيتيين عن الفريق رغم وصوله فقط في يناير الفائت خلفاً لارنستو فالفيردي.
وإذا ما أراد المدرب سيتيين الحفاظ على منصبه، عليه أن يقدم أوراق اعتماده امام بايرن القوي ويضمن مركزه في الموسم المقبل ويضع برشلونة في نصف النهائي ولم لا في النهائي.
وقد يكون مفاجئاً ربما فوز برشلونة باللقب، ويبدو أنه من الاستحالة أن يحقق ذلك دون تدخل أو مساهمة من ميسي، الذي يتساءل ربما ما الذي جعل فريقاً حقق الثلاثية عام 2015 يصبح في هذا الموقع.
التعليقات