شكّل سيرخيو راموس نقطة ارتكاز دفاعية وهجومية في الوقت عينه خلال رحلة ريال مدريد نحو لقبه ال34 في الدوري الاسباني لكرة القدم، خصوصاً بعد فترة العودة من التوقف بسبب فيروس كورونا المستجد، والتي سجّل خلالها أهدافا غيّرت مجريات المباريات.
سجّل ابن الرابعة والثلاثين وصاحب 170 مباراة دولية مع منتخب إسبانيا راموس ، عشرة أهداف هذا الموسم، نصفها بعد العودة من استراحة “كوفيد-19”. وكان لركلات الجزاء النصيب الأكبر مع ست محاولات ناجحة، مقابل رأسيتين، ضربة حرة وهدف بالقدم من لعب مفتوح.
خمسة من أهدافه العشرة غيّرت مجريات المباراة، وقلبت الطاولة على برشلونة الذي كان متصدرا قبل تعليق الدوري في مارس الماضي.
كشف راموس عن قوّة كراته الرأسية قبل أيام من خلال فيديو نشره على انستغرام يظهر تمارين عضلية غير اعتيادية لعنقه.
أصبح ابن الاندلس، المدافع الأنجع هجومياً في تاريخ الليغا مع 71 هدفا (69 مع ريال منذ 2005 وهدفان قبله مع إشبيلية)، متفوقا على الهولندي رونالد كومان مدافع برشلونة السابق و”مدفعجي” الكرات الثابتة (67).
ومقارنة مع باقي المدافعين الحاليين في البطولات الأوروبية الكبرى، لم يتخط أبرزهم حاجز 35 هدفا، على غرار الصربي ألكسندر كولاروف، الانكليزي ليتون باينز، الإسباني خافي مارتينيز والايطالي كريستيان ماجيو.
سجل راموس 22 ركلة جزاء متتالية، بينها هدفان منحا فريقه الفوز ضد خيتافي ثم أتلتيك بلباو. وعن تسديده ركلات الجزاء باسترخاء، قال “في لحظات الشكّ تلك أشعر بارتياح كبير”.
لكن تلك الركلات حرمت زميله المتألق في صفوف ريال بعد العودة، المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، من تصدر لائحة الهدافين بفارق كبير عن الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة، في ما لو كان قد حصل على شرف تسديدها.
وعوّض راموس لبنزيمة في مباراة الخميس ضد فياريال (2-1)،
إذ “أهداه” ركلة سجل منها ريال الهدف الثاني، وقرّب الفرنسي من متصدر ترتيب هدافي الليغا، نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي (21 مقابل 23).
القائد اللعين
صحيح أن راموس كان من أبرز عناصر تتويج تشكيلة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان
في موسم 2019-2020، ‘لا ان صولاته وجولاته وصلت إلى الملاعب الأوروبية مع فريقه الملكي.
في نهائي دوري أبطال اوروبا 2014، سجل هدفاً قاتلاً في الوقت البدل عن ضائع
فرض تمديد الوقت ضد أتلتيكو مدريد، قبل ان يحسم زميله السابق البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي غاريث بايل المواجهة في التمديد.
بعد الاحتفال بلقب دوري الأبطال العاشر، التفت إليه الحارس السابق ايكر كاسياس
ممازحا وقال له “أنت القائد اللعين – وستبقى دوماً اللاعب الذي جلب لا ديسيما (اللقب العاشر)”.
وفي نهائي 2018، كان راموس أحد أبطال المواجهة، لكن من زاوية مختلفة،
عندما أسقط المصري محمد صلاح نجم ليفربول وأخرجه باكياً من آلام كتفه، فانقلبت الموازين لمصلحة الفريق الأبيض.
انتقد كثيرون أساليبه الكروية العنيفة والملتوية أحياناً فضلاً عن تشويه صورته اعلامياً،
فشرح في وثائقي “كثيرون يعرفونني. لكن الناس تحكم على المظاهر الخارجية. الصورة لا تعبّر في الواقع عن هويتي”.
تابع اللاعب الذي بدأ مسيرته مع إشبيلية في 2004 “لا يعرفون ما هو الأقرب إلى قلبي، أو بماذا أشعر”.
في الوثائقي حيث حاول تبرير صورته، ظهرت ملامحه التنافسية وكيف ان الغاية تبرر الوسيلة بالنسبة إليه.
يروي والده ووالدته كيف كسر أنف شقيقه رينيه
عندما تواجها في مباراة ودية خلال طفولتهما. قال راموس “لا أشقاء في كرة القدم. نحن خصمان”.
في نهاية موسم 2019 كان على وشك قبول عرض من الصين،
لكن علاقته مع الرئيس فلورنتينو بيريز لم تتهشّم برغم تصدعها إثر الخروج الموجع من دوري أبطال أوروبا أمام أياكس أمستردام الهولندي.
كانت ليلة مخجلة غاب فيها راموس عن الإياب لإيقافه وكان محاطاً بمصوري الوثائقي على المدرجات.
قال “خلقت مباراة اياكس توتراً كبيراً. كان الوقت مناسبا لإعادة الامور الى نقطة الصفر”.
التعليقات