بعد عشرة أسابيع بعيداً عن عائلاتهم وأحبائهم، تحرر لاعبو وطواقم أندية الدوري الصيني لكرة القدم وخرجوا من «الفقاعة» التي وضعوا فيها، كجزء من الإجراءات الصحية الصارمة التي فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد. ولم ير اللاعبون والمدربون والعاملون في الطواقم الطبية والفنية والإدارية عائلاتهم منذ منتصف يوليو، ولم يُسمح لهم بمغادرة الفنادق سوى لخوض التمارين والمباريات. ووضعت ثمانية من الأندية الـ16 المشاركة في الدوري السوبر الصيني في فندق واحد في سوجو بالقرب من شنغهاي، فيما وضعت الأندية الثمانية الأخرى في فندق بمدينة داليان الشمالية الشرقية. وكان من المقرر أن ينطلق الموسم الجديد في فبراير الماضي، لكن تفشي «كوفيد-19» الذي ظهر في مدينة ووهان للمرة الأولى في ديسمبر الماضي، دفع الى تأجيل الموعد حتى 25 يوليو. وأصبح بإمكان الجميع الآن العودة الى عائلاتهم بعد أن حرموا من رؤية أحبائهم طوال 70 يوماً، وذلك بانتظار أن تبدأ المرحلة الثانية من الدوري السوبر في 16 أكتوبر في نفس المكانين، سوجو وداليان. ولم يتم الإبلاغ عن أي إصابات خلال المرحلة الأولى التي تصدرها غوانغجو إيفرغراند بقيادة مدربه الإيطالي فابيو كانافارو في مجموعة داليان، فيما كانت الصدارة في مجموعة سوجو من نصيب شنغهاي سيبغ. وعلق مدرب غوانغجو آر أند أف الهولندي جيوفاني فان بروكهورست على تجربته في الأيام السبعين الماضية، بالقول «عندما تكون هنا قبل بدء الموسم (وأنت تعرف ذلك) أن أمامك 10 أسابيع في فندق هنا في داليان، فأول فكرة تراودك هي: سيكون الأمر صعباً جداً، سيكون صعباً على الجميع». وتابع نجم برشلونة الإسباني السابق الذي أنهى فريقه مجموعة داليان سادسا وفشل في التأهل إلى مرحلة تحديد البطل، «لكن الآن، بعد 10 أسابيع، مر الوقت بسرعة حقاً على الرغم من أننا جميعاً في الفندق بغض النظر إذا كنت من اللاعبين، المدربين، موظفي الاتحاد الصيني لكرة القدم، العاملين، ووسائل إعلام». ونشر اللاعب البرازيلي في شاندونغ لونينغ مويسيس ليما الأحد صورة على تويتر لمواطنيه الآخرين في الدوري الصيني ضمن مجموعة داليان، بينهم لاعب خط وسط إيفرغراند الدولي باولينيو، كاتباً: «نتحدث عن أشياء جادة، نشارك النكات، نعرف المزيد عن قصص بعضنا ، نتعلم من بعضنا بعضاً، نضحك كثيراً، أنشأنا صداقات جديدة». وتابع ابن الـ32 عاماً: «لقد منحوني القوة لجعل الوقت يمضي بشكل أسرع ولكي أتخلص من بعض القلق الناجم عن وجودنا بعيدين جداً عن عائلاتنا، نواجه بعضنا بعضاً على أرض الملعب، كل واحد يدافع عن ألوان ناديه بأفضل طريقة، وبغض النظر عن النتيجة، فإننا نواصل احترام بعضنا بعضاً». ورأى أنه «بدون شك، بعد خمسة، عشرة، عشرين عاماً من الآن، سنتذكر بعض القصص من هذه الفترة». وخاض كل فريق مباراتين في الأسبوع ليصل العدد إلى 14 مباراة في مجموعة داليان التي تصدرها غوانغجو إيفرغراند بـ34 نقطة وبفارق 8 نقاط عن جيانغسو سونينغ الثاني، و13 في مجموعات سوجو التي يتصدرها شنغهاي سيبغ بـ32 نقطة وبفارق 7 نقاط عن بكين غوان الثاني قبل اليوم الأخير المقرر الإثنين. وحسمت هوية الفرق الأربعة الأولى المتأهلة في كل من المجموعتين إلى مرحلة البطولة التي تقام بنظام الإقصاء من مباراتي ذهاب وإياب بين فرق المجموعتين (أول مجموعة داليان ضد رابع سوجو…) بدورين ربع ونصف نهائي وصولاً إلى النهائي (يقام أيضاً بمباراتي ذهاب وإياب لتحديد البطل). وبعد انطلاق الدوري خلف أبواب موصدة، سُمح لعدد صغير من المشجعين بحضور المباريات في الملاعب إن كان في داليان وسوجو، حيث جهز فندق الفرق بكل شيء من المكتبات ومصففي الشعر إلى الألعاب الإلكترونية، إلا أن الكحول كانت محظورة. وأقر الاتحاد الصيني قبل انطلاق الموسم بأنه قلق بشأن الصحة الذهنية لمن هم في «الفقاعة»، وقد تطرق فان بروكهورست إلى هذه المسألة بالقول: «كانت المهمة كبيرة أمام الجميع من أجل البقاء جاهزين ومركزين». وتابع: «كان الأمر صعباً جداً من الناحية الذهنية أيضاً، لكن بإمكان الكل أن يفخروا بأنفسهم، بالطريقة التي تصرفنا وأدينا بها». ويصل الدوري إلى نهايته في 12 نوفمبر حين يحدد البطل بعد مباراة إياب الدور النهائي (الذهاب في الثامن منه).
التعليقات