«قضية رودشنكوف» يكشف كواليس المنشطات في روسيا

الشارقة: ضمياء فالح

من المتوقع أن يسبب كتاب السيرة الذاتية لجريجوري رودشنكوف «قضية رودشنكوف» عاصفة من الجدل في روسيا، فهذا الرجل الذي كان رئيساً لمختبر الكشف عن المنشطات هو الذي فضح كواليس العمل في هذا الميدان وقد فر من البلاد في أواخر 2013 ويقيم حالياً بهوية مستعارة في الولايات المتحدة خوفاً على حياته. ويقول رودشنكوف في كتابه: «اقترب مني قبل عام من أولمبياد سوتشي الشتوي ايفجيني بلوخين عميل الكرملين السري، وقال لي إن فريق السحرة عنده اكتشف طريقة لفتح عينات بول اللاعبين وإعادة غلقها بطريقة تضلل وكالة مكافحة المنشطات الدولية ( وادا)، صدمت بما سمعت منه، فهذا يعني في حال ثبوت صحته تغيير حياتي كلها ومستقبل الرياضة الروسية كله».
ويتابع رودشنكوف في كتابه: «في العشرينات من عمري لاحظت الجانب الأسود من ماكينة الرياضة السوفييتية، كنت طالباً وشاركت في سباق جامعات وفزت بمساعدة حبوب وحقن كانت روتينية في ذلك العهد، أنا كرجل كيميائي أبديت اهتماماً بالستيرويدات التي يستخدمها اللاعبون وبدأت أدرس الخلطة العجيبة كطباخ يدرس تحضير ألذ طبق حساء عندما توليت في 2005 إدارة مركز مكافحة المنشطات في موسكو، وكانت عينات البول المشبعة بعقارات رفع الأداء التي تخرج من مختبري كلها نظيفة، نظرياً، كان المحققون الروس يقومون بزيارات مفاجئة لكن مواعيد الكشف عن المنشطات كانت معلومة قبل الزيارة بأسابيع كي يتسنى للاعبين تنظيف أجسامهم أو رشوة المحقق لاستبدال العينة بعينة أخرى، وعندما حصلت سوشي على شرف استضافة الأولمبياد الشتوي عبر وزير الرياضة عن قلقه فالروس لم يحصدوا سوى 3 ميداليات ذهبية في أولمبياد فانكوفر السابق وهذا عار في أولمبياد على الأرض الروسية. لم أتعجب عندما تواصل معي بلوخين لكن عندما علمت بعمل «سحرته» قررت اختبار صحة كلامه وقلت له: لدي عينتا بول ملوثتان في المختبر من لاعبي ساحة وميدان، قدمنا تقريراً بأن العينتين نظيفتان لكنهما تحتويان على السيترويد، هل يمكنك فتح الزجاجتين كي استبدلهما بعينات نظيفة ؟ سلمته العينتين وشكرته، بعد أيام عاد بلوخين بالزجاجتين وكأنهما لم تفتحا ونظر إلي بفخر وقال:«تضررت الحلقة المعدنية حول الغلاف البلاستيكي فقط واستبدلناها بحلقة براقة جديدة». في مختبري الجديد في سوشي عملت خلطة منشطات عجيبة أطلقت عليها بطلة السباحة السابقة ايرينا روديونوفا اسم «الدوقة» ةوكان هذا الشراب يحدد من يفوز بالذهب ومن يفوز بالبرونز، وادا شك في مختبري خصوصاً أنه مجاور لمركز استخبارات وتفجرت الفضيحة على يد ميل أون صنداي في يوليو قبل الألعاب وأوردت شهادات لاعبين روس أجبروا على تناول المنشطات وشهادة مدرب القوى أوليج بوبوف:«الرياضي لم يكن مجبراً فقط على تناول المنشطات بل أيضاً دفع المال للمختبر من أجل تغيير العينات».
طمأنت وادا العالم بتعيين 20 خبيراً دولياً لفحص العينات و3 خبراء معتمدين لضمان نزاهة التحليلات ورفع تقرير للجنة الأولمبية الدولية، رغم ذلك كانت طرقنا متقنة ولم أكن لأسمح لأحد بالتلصص على مختبري، كنت أسلم عينات لاعبينا «أي الملوثة» لمساعدي الذي يمررها عبر نفق صغير خلف مقبس الكهرباء للغرفة رقم«125» التابعة لمركز الاستخبارات تحت إشراف بلوخين، حيث يتم تغييرها بالنظيفة، ورصد مختبري منشطات في عينة لاعبة ألمانية وتم إيقافها، وفي نهاية الأولمبياد حصل مختبري على شهادة تقدير من وادا لكنني أجبرت على تقديم استقالتي. أدركت أن حياتي في خطر لأنني أعرف الكثير، اشتريت تذكرة لأمريكا وتركت زوجتي بعد 34 عاماً زواج وطفلينا وأتمنى ولو أن هذا صعب أن يلتئم شملنا مستقبلاً. في 2016 كشف تقريران رسميان عن رعاية مؤسسات الدولة للمنشطات وأقصيت روسيا من أولمبياد ريو وطلب الرئيس بوتين كشفاً كاملاً. قال عني مسؤول سابق في اللجنة الأولمبية الروسية إنني يجب أن يطلق علي النار لأنني كذاب». لست نادماً على تركي روسيا ولا أعتذر عما فعلت في الماضي، فعلت ما فعلته لأنني كنت مجبراً والآن أفعل ما هو باختياري وسعيد لأنني أخيراً في جانب الحقيقة».

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!