حسم رئيس برشلونة الإسباني جوسيب ماريا بارتوميو، أمر كيكي سيتيين، بإعلانه الأحد، أن الأخير لم يعد مدرباً للفريق، وذلك بحسب ما نقلت عنه إذاعة «كوبي» الكتالونية.
وبحسب الإذاعة، أجاب بارتوميو على سؤال بشأن مستقبل سيتيين مع الفريق بعد الخروج المذل من دوري أبطال أوروبا بالخسارة التاريخية الجمعة، على يد بايرن ميونيخ الألماني 2-8 في ربع نهائي البطولة المصغرة التي فرضها تفشي فيروس كورونا: «سيتيين أصبح خارج النادي».
وكشفت الإذاعة عبر برنامجها «تييمبو دي جويجو» أنها تحدثت لمدة دقيقتين مع رئيس برشلونة بعد اجتماع عقده في مكاتب النادي في كامب نو، وسأله مراسلها عن مستقبل النادي وإمكانية إجراء انتخابات مبكرة، فلم يجب على هذا السؤال، «وطالب بالانتظار لانتهاء اجتماع مجلس الإدارة الذي سيعقد الاثنين، لكن عند سؤاله عن استمرار سيتيين مع الفريق، أجاب أنه أصبح خارج النادي».
وكان متوقعاً ألا يمر تلقي برشلونة ثمانية أهداف للمرة الأولى منذ الخسارة أمام إشبيلية 0-8 عام 1946 في مسابقة الكأس الإسبانية، مرور الكرام عند إدارة النادي الكتالوني التي كانت تبحث أصلاً عن مدرب يحل بدلاً من سيتيين، لاسيما بعد التنازل عن لقب الدوري المحلي لصالح الغريم ريال مدريد.
وواقع أن إقالة المدرب للمرة الثانية في غضون ثمانية أشهر آخر ما يشغل بال الإدارة، يعكس الوضع الذي وصل إليه برشلونة هذا الموسم؛ لأن النادي بحاجة إلى التغيير، بحسب ما أفاد به قلب الدفاع جيرار بيكيه بعد الهزيمة المذلة، معتبراً أن الجميع عرضة للمساءلة وأضاف: «أولهم أنا. نحتاج إلى دم جديد من أجل تغيير الوضع. لقد وصلنا إلى الحضيض».
وبالنسبة لسيتيين الذي وصل إلى الفريق في يناير الماضي خلفاً لإرنستو فالفيردي، قال: «من المبكر الحديث عما إذا كنت سأواصل المهمة أم لا، والأمر ليس مرتبطاً بي».
لكن في الكواليس، الأمر محسوم بالتأكيد؛ لأنه لا يمكن أن تمر هزيمة من هذا النوع بدون أن يدفع أحد ما الثمن الذي قد يطال كثيرين وليس المدرب وحسب، بعدما تبين أن قوة الفريق مرتبطة وحسب بالأداء الذي يقدمه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، على الرغم من أن أحداً ليس باستطاعته وحيداً، قيادة فريق إلى المجد بغض النظر عن عظمته وقدراته.
الاعتماد حصراً على ميسي كان له ثمنه الجمعة أمام فريق لا يرحم في أوج عطائه، كشف النقاب عن نقاط ضعف النادي الكتالوني، وأبرزها التقدم في العمر، وهذا ما كان يحذر منه النجم الأرجنتيني طوال الفترة الماضية.
وتذمر الأرجنتيني من تقدم الفريق في العمر في يناير الماضي، ثم كرر الأمر في يوليو، حين تنازل برشلونة عن لقب الدوري المحلي لصالح ريال، داعياً إلى القيام بعملية نقد ذاتي تبدأ من اللاعبين، لكن عملية نقد ذاتي شاملة.
وخلافاً للموسمين الماضيين حين كان مرشحاً للذهاب حتى النهاية والفوز باللقب قبل أن يصدمه روما الإيطالي في ربع النهائي بالفوز عليه إياباً 3-0 في العاصمة، بعد أن خسر ذهاباً 1ـ 4، وليفربول الإنجليزي في نصف النهائي حين حول خسارته ذهاباً 0-3 إلى فوز إياباً 4-0، لم يكن برشلونة مرشحاً هذه المرة لتجاوز عقبة بايرن في ظل المستوى الرائع الذي يقدمه الأخير محلياً وقارياً.
لكن أحداً لم يتوقع أن تكون نهاية المشوار القاري للنادي الكتالوني بهذه الطريقة المذلة التي ستدفع الإدارة إلى التفكير في التجديد، لاسيما في ظل تقدم اللاعبين في العمر، على غرار بيكيه (33 عاماً) والمهاجم الأوروجوياني لويس سواريز (33 أيضاً) وسيرجيو بوسكتس (31) وجوردي ألبا (31).
ومن لائحة تضم الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو، أسطورة الفريق تشافي هرنانديز أو حتى الإيطالي ماسيميليانو أليجري، وضعت وسائل الإعلام الإسبانية الهولندي رونالد كومان كأبرز المرشحين لخلافة سيتيين في قيادة الفريق الذي تألق في صفوفه كلاعب بين 1989 و1995، وشغل فيه منصب مساعد المدرب بين 1998 و2000.
ويشرف ابن الـ57 عاماً على المنتخب الهولندي منذ 2018، بعقد لأربعة أعوام ونصف العام، لكنه كشف سابقاً أن عقده مع اتحاد بلاده يتضمن بنداً يسمح له بالرحيل إلى برشلونة بعد نهائيات كأس أوروبا 2020 التي أرجئت لعام حتى الصيف المقبل بسبب تفشي فيروس كورونا.
وفي تصريح أدلى به في يونيو، قال كومان الذي توج مع النادي الكتالوني بلقب الدوري أربع مرات، ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة، لراديو كتالونيا: «الجميع يعلم بأن حلمي هو تدريب برشلونة».
الأمر شبه المؤكد أن مرحلة سيتيين انتهت، وهناك توجه أيضاً للإعلان عن تقديم موعد الانتخابات الرئاسية المقررة صيف 2021، بحسب ما أفادت به وسائل الإعلام، الأحد.
التعليقات